بقلم أميرة إبراهيم سامي.
الإستماع من المهارات الضرورية لتواصل مع الآخرين بطريقة جيدة وفعالة، فالشخص الذي لديه هذا المهارة ويستمع للاخرين يكون له القدرة أكثر علي إتجاذ القرارات المهمة، وتحسين علاقاته مع الآخرين والتواصل بفعالية معهم بالإضافة إلى العديد من الفوائد، وفي هذا المقال سوف نبين أهمية إكتساب هذا المهارة وإثرها علي الفرد في حياته الاجتماعية، وبعض الطرق التي تساعد على إكتساب تلك المهارة "مهارة إلاستماع".
مفهوم مهارة إلاستماع:
هي مهارة تواصل مع الآخرين وتتسم بالعديد من الفوائد التي تعود علي الإنسان؛ حيث تلعب دوراً مهماً في عملية التعلم، ودورها الأساسي هي التأثير في الآخرين ، وتأتي كلمة إستماع من السمع والسمع هو الاصغاء و يعتبر الإستماع مهارة وفن يسعى الأشخاص الي إكتسابها.
أهمية الإستماع :
وتأتي أهمية الإستماع حين قال العرب " تعلم حسن الاستماع قبل أن تتعلم حسن الكلام فإنك الي إن تسمع وتعي أحوج منك إلى أن تتكلم " وفيما يلي بعض النقاط لبيان أهمية هذه المهارة.
- الاستماع وسيلة لانتقال التراث الثقافي والحضاري من بلد إلى آخري فالإستماع حافظ على الحضارات الإنسانية من الاختفاء.
- الإستماع له دور رئيسي وفعال في تعلم فاقدي البصر؛حيث أصبح فاقد البصر قادراً على تعلم شتى العلوم المختلفة مثلهم مثل الاسوياء.
- الإستماع مهم لدى الاطفال حيث ينمى اللغة عند الطفل وهو شرط إساسي في عملية النطق والتميز بين أصوات الكلمات وبعضها.
- الإستماع يساعد على تكوين العلاقات وتحسينها سواء علي الصعيد الشخصي أو المهني.
- يعطي المتحدث الشعور بالراحة عندما يجد من يستمع إليه ويهتم لما يقوله .
- يعمل علي تطوير المهارات مثل مهارة حل المشاكل.
- زيادة القدرة على التأثير على الآخرين والقدرة على تحفيزهم نحو النجاح والتقدم.
- الإستماع هو الركن الأساسي في عملية الاستيعاب و التحصيل عند التلميذ؛ فقد يتأخر التلميذ في تحصيله الدراسي، ويرجع السبب في ذلك ليس لأنه يعاني من نقصٍ في الذكاء ، وإنما قد يعود السبب إلى أنّه لا يسمع بوضوح.
- وأيضا للإستماع أهمية كبيرة في حفظ كتاب الله، وذلك في العهد الذي لم يُكتب فيه المصحف؛ حيث كان يتم حفظ القرآن الكريم من قِبَل الصحابة بعد سماعه من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- يساعد حسن الإستماع على كيفية التحدث أمام الجمهور، حيث يساهم في التعرّف على كيفية تفاوض الناس، وكيفية عرض المعلومات ويؤدي إلى اكتساب مهارة القدرة على تحليل الطرق الجيدة والسيئة للحديث.
- يساعدنا على فهم الكلمات من المحدث أمامنا، وأخذ المعلومات بدقة كبيرة، وكتابة المهم منها.
- يعزز علاقة الصداقة، وذلك عند إعطائهم الاهتمام فيما يقولون عند التحدث، ممّا سيقرب العلاقات فيما بينهم.
كيفية تنمي مهارة الاستماع لديك
يوجد العديد من الطرق لتنمية هذه المهارة منها.
1/ الإنتباه للمتحدث، يجب أن يركز المستمع كل إنتباه لمتحدث إمامه لسماع ما يقول من رسائل ومعلومات، ويفسرها ومن ثم يحدد ما يترتب عليها من سلوكٍ من الشخص.
2/ التخلص من التشتت، حيث تخلُّص الفرد من كل الأمور والأشياء التي تزيد من التشتت لديه سوف تساعد علي زيادة تركيزه.
3/ التدريب الجيد، يجب التدريب على تفسير الكلمات ومعرفة معانيها وفهمها فهماً صحيحاً من خلال سياقها، فأحيانا لا يستطيع الإنسان الفهم فيستعين بوسائل أخرى أثناء الإستماع ليتمّ الفهم .
4/ عدم التسرع في الحكم على الأمور، حيث يجب أن يسمع الطرف الآخر ومن بعدها يحكم حيث استباق الأمور يعوق عملية الاستماع الجيد .
5/التدريس الفعال، حيث يعمل على زيادة الوعي لدى الفرد، ويُساعده عل معرفة أساليب توجيه الانتباه، والابتعاد عن عوامل تشتت الذهن ويتجنبها.
6/ الإنصات للمتحدّث: يساعد الإنصات للآخرين وعدم المقاطعة على تنمية مهارة الاستماع، حيث يدلّ إيضا على أنّ الشّخص مهتمٌ لما يتحدث به الشخص الآخر ويقلل إيضا من حدوث سوء فهم الذي ينتج عن المقاطعات المتعددة ، ويساهم في تقديم آراءٍ وأفكار مفيدةٍ. كما ويشار إلى أهمية الاستماع لكل ما يقوله المتحدّث حتى النهاية، حتى لو شعر المقابل بأنّ المتحدّث لا يملك معلومات مهمة وأنّ أفكاره ضحلة، ففي النهاية يتم تقديم أيّ حُكم أو انتقاد أو تقييم لتلك الأفكار، لأنّ تكوين فكرة جيدة يعتمد على الاستماع لكل ما يقوله المتحدّث بعقليّةٍ منفتحةٍ.
استخدام لغة الجسد
للغة الجسد دور فعال ومهم في إنتقال الرسالة التي يودّ المتحدّث إيصالها بصورة قد تفوق الكلمات المنطوقة، لِذا يجب التركيز على إشارات لغة الجسد التي تصدر من المتحدّث ولغة الجسد المتعلّقة بالمستمع نفسه، ويشمل استخدام لغة الجسد العديد من الأمور ومنها:
1. طريقة الجلوس: تتضمن مهارة الاستماع الاهتمام بطريقة الجلوس أو الوقوف أثناء المحادثة، لذلك من الضروري الجلوس بوضعية تدل على االاهتمام لما يقوله المتحدث، وتجعله يشعر الراحة، وتجنب الجلوس وضعية ثني الذراعين، أو هز الرجلين باستمرار، لأنها قد توحي بعدم بما يقوله المقابل.
2. التواصل بالعينين: من المهم المحافظة على التواصل بالعينين أثناء الحديث، لانه يساهم في إشعار المتحدّث بالاهتمام بما يقوله، ويزيد من التركيز بكلامه والذي يزيد من التفاهم بين الطرفين ويحقق التواصل الفعال، وفي حال التحدّث مع شخصية قلقة أو خجولة يجب تجنّب التحديق المباشر بعيني المتحدّث و التركيز على الإشارات الاخرى للغة الجسد.
3. إيماءة الرأس: تعتبر إيماءات الرأس مع وجود ابتسامة ودية طريقة جيدة للدلالة على إظهار الاهتمام لما يقوله المتحدّث وبالرغبة في إستماع المزيد من ذلك الكلام، وعدم الحاجة إلى المقاطعات، كما يمكن استخدام بعض المفردات لتشجيع المتحدث على مواصلة كلامه، مثل (أجل، أها) وما إلى ذلك.
نصائح لتحسين مهارة إلاستماع
وتلك النصائح هي :
- إعادة الصياغة: تساعد إعادة الصياغة على تحسين مهارة الإستماع، حيث تتضمن إيضا متابعة كلام المتحدّث وتذكُّر كل ما قاله، من خلال قول (حسبما فهمت من كلامك)، أو قول (فأنت تعتقد أنه)، أو طرح مجموعة من الأسئلة، فذلك يساعد على جمع معلومات كافية لتقديم آراء ووجهات نظر أفضل حول موضوع المحادثة.
- إزالة المشتّتات: إزالة أي مشتتات تزيد من التركيز في المحادثة،والوعي الكامل بما تم تبادله خلال المحادثة و يٌفضّل إزالة الهواتف، أو أي مصدر للضوضاء أو التشتيت، و اختيار مكان هادئ للتحدُّث.
- فن الرد المناسب: سواء كان إجابة على سؤال تم طرحه، أو تعليقاً على ما قاله، مع مراعاة الشفافية والصراحة أثناء الرد.
الكل يستطيع إن يتحدث بل ويتحدث كثيراً والقليل من يعرف كيف يستمع بطريقة جيدة لذلك في هذا المقال قمت بتوضيح أهمية مهارة إلاستماع ولعلنا ندرك أهميتها وتأثيرها على حياتنا وكيف هي أهم من التحدث وكيف نعمل علي تنميتها من خلال إتباع العديد من الخطوات والطرق .وفي النهاية إتمنى لكم الاستفادة من هذه المقالة والعمل علب تطبيق ماهو مكتوب لكي تنمي هذه المهارة لديك.
ما هي معوقات مهارة إلاستماع
البيئة الغير مناسبة تعيق الإستماع فلا يجب الحديث في مكان به ضوضاء فيحدث تشتيت للإنتباه، وقد يكون نص الاستماع ليس مهماً.
ما هي الفائدة من الإستماع الجديد
يوجد الكثير من الفوائد للاستماع ومن أهمها أنه يمنعك من التسرع والانفعال لأنه يجبرك علي الانصات حتي ينتهي الحديث وهذا يسمح لك أن تفهم أكثر المتحدث إمامك والرد عليه بالرد المناسب.
هل يوجد أنواع للإستماع
نعم يوجد الكثير من الأنواع ومنها الإستماع الهامشي، وهو ما يمارسه العامة يوميًا في أحاديثهم.
و إيضا الاستماع النقد وهو يحتاج الي الكثير من التحليل والفهم.